Wednesday, December 27, 2006

حنين





























التدوينة جاءت بناء على اقتراح من لون ولف
و الأجزاء المكتوبه بالأزرق من كتابتي و الأجزاء المكتوبة بالأسود من كتابة ربيع

هنا فيلم تسجيلي عن بينك فلويد
احب كثيرا اغاني سيد باريت ، المتوفى هذا العام بعد فترة من البهدلة و الضياع ، لم أكن أعلم أنه أثر في الفرقة الى هذا الحد ، ووترز يقول في الفيلم ان هناك مشاهد كثيرة من الحائط كان بطلها الأصلي هو سيد باريت ، يبدو أنهم كتبوا بقية أغانيهم و كأنهم يكفرون عن خطأ ترك سيد وحيدا في عالم النسيان ، و الاهتمام بالفرقة و الشهرة بدلا من الاهتمام بصديقهم القديم ، بعد ما سابهم سيد باريت عمل البومين و فشلوا ، بعد ما روجر ووترز عمل شوية حاجات ، منهم البوم عن الثورة الفرنسية و برضه فشل ، بينك فلويد أحد أشهر الفرق الموسيقية على الاطلاق
أظن أن المزيكا الحقيقية ظهرت في الخمسينات و حتى السبعينات ، الثمانينات كانت فترة احتضار طويلة ، فرق بالزوفة كانت تظهر لتختفي بسرعة ، و الهوجه وصلت الى مصر فظهر الكثير من الفرق التي ماتت بسرعة ، فور ام و الأصدقاء و المصريين ، و كفريق
بوني ام كان يجب أن يكون هناك صوت رجالي غليظ – باص – كعامل مشترك في كل الفرق ، الموسيقي الالكترونية كانت تزدهر ايضا ، الدرامز الكهربائي الشيك ، مسطحات صغيرة سوداء بدلا من الاسطوانات الضخمة يلمسها العازف بخفة ، و الابتسامة الجميلة علي شفتيه ، بدون عرق بدون كرمشه للوجه ، سياتي لارس بعد فترة ليفهمهم معنى الدرامر الحقيقي ، في التسعينيات كانت البلد كلها تسمع ميتاليكا ، ليه؟ مش عارف بجد ، كانت ميتاليكا تغريدة البجعه الاخيرة ، بعد ذلك و في القرن الجديد ماتت الموسيقى الى الأبد

جاء ألبوم مايكل جاكسون
تاريخ أو قصته ليؤكد الكلام السابق ، بعد نجاحات لانهائية في السبعينات و الثمانينات يأتى الألبوم ليصبح الأفضل على الاطلاق ، و لينتشر عدد ضخم من النسخ المضروبة في مصر ، ربما لأول مرة تصدر خمس أو ست نسخ من شريط واحد في القاهرة ، محرم نفسه أعرض عن كل هذا الغباء و طبع نسخة خاصة به ، بعد سنتين سيصدر ألبوم اخر يحوي عدة أغاني جديدة ، دم على أرضية البيست ، النسخة المتاحة في السوق لن تحوي مورفين التي حذفتها الرقابة ، محرم سيطبع نسخة خاصة به تحوي الأغنية ، معلنا بكل صفاقة طز في ام الرقابة ، بعد ذلك سيتلاشى مايكل جاكسون الى الأبد

في مصر الجديدة يقبع محرم في مكانه ، كشك صغير مستخبي ولا يمكن لأحد وصفه أو الوصول اليه بدون مرافق ، خبير ميتال من الدرجة الأولى ، يستطيع الحصول على أي البوم لأي فرقة و في وقت قياسي ، دا اذا ماكنش عنده اصلا ، ببساطة كان يهرب السي دي الأصلي الى مصر بطريقة ما ، ثم ينسخ منه عدة نسخ بجودة عالية ، و يتم بيعه بنفس سعر السي دي الأصلي ، و كهذا استمر لفترة طويلة رغما عن المصنفات الفنية معتمدا على المخبأ الممتاز و على معرفة أفراد قليلين به ، حتى ظهرت قضية عبدة الشيطان في عام 96 ،
لون ولف قال لي ان محرم اتشد فيها ، بس ماعرفش ، بعد القضية انا نمت شوية ، المهم ان الأفندي ماحرمش و بعد القضية بكام شهر اتنصب عليه في حفلة ميتال ، باع التذاكر عن طريق الكشك بتاعه و طلعت حفلة أونطة ، طبعا ماحدش من اللي اشترى تذاكر فتح بقه ، كله قالك يا فكيك ، محرم طبعا كان بيبلغ كل واحد انه عمل محضر في القسم ، و يطلب منهم انهم يعملوا محضر زيه ، ايوه لو سمحت انا اشتريت تذاكر لحفلة عبادة شيطان و اتنصب عليا ، عايز اعمل محضر

الجميل ان محرم دلوقتي مازال موجود و مستمر في توريد كافة أنواع و أشكال المصنفات الفنية المهربة من جميع أنحاء الكرة الأرضية ، و طز في فيرجين

قريب منه كان فيه شيش كباب عادل ، و ما أدراك ما شيش كباب عادل ، احيانا ماكنتش تعرف تمشي من على الرصيف اللي قدامه ، في الحقيقة هو و أبو حيدر كانوا الوحيدين اللي بيبيعوا أكل في المنطقة ، شاورما و همبرجر و سوسيس و الحاجات دي ، الناس كانت تطلع من سينما بالاس – بقت مهجورة دلوقتي – و سينما نورماندي و الحرية – القديمة مش الجديدة – على شيش كباب عادل او أبو حيدر ، و منه على قويدر لزوم الأيس كريم ، أحيانا كان فيه ناس بتقعد في لامفتريون ، الأكل ماكنش ليه صفة السرعة بتاعة الاتنين دول ، الناس كانت بتقعد تاكل بمزاج و اللي عايز يشرب بيرة ستيلا يشرب ، باين زمان كان شرب البيرة حلال ، بعيد عنهم شوية كان فيه محل للناس النضاف أوي ، ايليت أصلا حلواني ، ساليزون و جاتوه و شيكولاته ، وزود الشاورما لزوم المنافسة و كان ليه زباينه الكلاس خالص ، ورا ايليت شارع الكوربة ، زمان الشارع كان ضلمة من غير عمدان نور ، و كمان من غير محلات ، يمكن مكتبة افريمانس بس هي اللي كانت موجودة ، و كام محل صغيرين زي ماهمه ماطوروش ، المشهور انه شارع الشقط في مصر الجديدة ، كتير تلاقي صف عربيات مستنى بنتين يحنوا على عربية و يركبوا ، لو الجو فاضي و مافيش عربيات كتير ممكن الأفندي ينزل يقفش و يعاين البضاعة ، بعد فترة فتح ويمبي بس بعيد شوية ، و ابتدى انهيار شيش كباب عادل ، أبو حيدر قاوم شوية مع ان مافيش فرق كبير بينهم ، و قدر يعدي وسط المعمعة ، طبعا دلوقتي شيش كباب عادل بينش و ويمبي قفل ، موكا قفل – حد فاكر موكا؟ - و المطاعم و الكافيهات بقت اكتر من الهم على القلب ، ابضنهم على الاطلاق سيلنترو

كان اول عهدي بالمكان في أواخر الثمانينات عندما كنا نأتي من الخارج الى مصر لقضاء العطلة الصيفيه. كان ابي يأخذنا للعشاء في الأمفترون اللي واخد ناصيه الأهرام و ابراهيم اللقاني . ايوا الأمفترون اللي تعدي من أدامه دلوقتي و تتف تفٌه كبيره و تقول ايه المكان المقرف البيئه ده؟؟اهو دا بأه يا حلو كان بيعمل زمان ساندويتشات شاورما و هامبورجر عجب!! اما كنت انتا لسه بتتعشى ساندويتشات بسطرمه و معندكش فكره ان ماكدونالدز موجود على وجه البسيطه . كان الأمفترون ده حاجه كده زي جروبي و الأمريكين اللى في وسط البلد و أصبح الأن كما أصبحوا حاجه نكره و سكه.

شارع روكسي و اسمه الرسمي شارع ابراهيم اللقاني ، و اسمه زي ما واحد صاحبي مسميه شارع الشراميط ، بصراحه ليه مش عارف ، تخيل شارع زي ده فيه مكتبات و فيه كذا فرشة كتب! يمكن الناس زمان كانت بتحب تقرا ، الطابع الغالب على المكتبات كلها عرض الكتب اللي تودي في داهية ، كتب فرج فوده تلاقيها ، نقد الفكر الديني لجلال صادق العظم اشتريته من هناك ، كتب سيد القمني ، و أول ما اتعرفت على نجيب محفوظ اشتريته من هناك ، فيه فرشه مشهورة جنب على الناصية صاحبها كان هياموت و يشتري مني نسخة وليمة لأعشاب البحر ، في الاخر قلتله انا ماعنديش نسخة ولا حاجه عشان يحل عن دماغي ، النسخة دي انا كنت شاريها دلوقتي ب 2 جنيه ، يا ترى وقتها كان ممكن يشتريها بكام؟

الحرية مول اتبنى على أنقاض السينما القديمة ، ببصمة المعماري الشهير فاروق الجوهري ، أظنه كان شايف ان الواجهة السيراميك عمرها ما هاتتوسخ ولا التراب يمسك فيها ، طيب يا دوك و ايه رأيك في تشويه المكان بشكل عام؟ و ضيق الشوارع اللي حواليه ، و البارون امبان اللي بيتقلب في قبره على بعد 100 متر و هو شايفك بتعمل حمام سباحة مقلوب وسط مصر الجديدة؟

في يوم من الأيام كنت في الحرية مول كالعادة ، نطلع سلالم و ننزل سلالم ، كانوا بيصلحوا سلم منهم ، و الأسلاك ضاربه بره بميت لون و ميت شكل ، بعد لما خرجنا بساعتين سمعنا ان المول بيتحرق ، طبعا عربيات المطافي ماكنتش عارفه تدخل اصلا ، و لما دخلت ماكنتش عارفه ترش الميه جوه المول ، ببساطة المول ماكنش ليه شبابيك

طبعا المول قعد مقفول فترة ، و لما اتفتح ماحدش رضي يدخله و الناس اتشأمت ، طبعا اللي حصل سمع في القارة كلها ، و سنتر معفن زي سلطان سنتر اتقفل عبال ما عملوا فيه نظام اطفاء حريق ، و طلع قانون ماعرفش من فين يمنع بناء دور عرض سينمائي في الادوار العليا ، سينما الحرية كانت اجمل سينما في القاهرة في الوقت ده ، جه عليهم وقت بقوا بيغيروا فيلم كل اسبوع و عملوا تذاكر مخفضه لمدمنين السينما ، دلوقتي الحرية مول خرابه كبيرة ، المحلات معظمها قلب كافيهات كالعادة ، و كل واحد بيتنافس في تعلية صوت الكاسيت مع زميله
مصر الجديدة بعد الحريق كانت اتشبعت ، الناس اتنقلت ل جنينة مول و بعده السراج و بعده النجاح الباهر لسيتي ستارز ، مكان كبير تاكل و تشخ و تصلي و تشتري و تدخل سينما و البيت للنوم و بس ، و تحيا الثقافة المولية في مصر

وفي اواخر التسعنيات عندمل دخلت كلمه "مول" الي قاموس الشعب المصري معلنا عهدا جديد من ثقافه الاستهلاك كان الحريه مول ياما
هنا ياما هناك. مفيش مكان لرجل ، مصر كلها هناك ، كان شىء عادي إنك تلاقي فيه صدفه اي حد تعرفه. كنت أشعر و أنا اتسكع فيه أن الناس تنظر إليه كأنه قدس الأقداس أعجوبة الدنيا التامنه سيغشى عليهم من الإنبهار.و محدش بيشترى حاجه كلوا فرجه و بحلقه و معاكسه في خلق الله. في الجهه المقابله للحريه مول مطعم صغير لا اتذكر اسمه. كان هذا المطعم يثير فضولي بستائره المسدله بإستمرار.لا أعرف لملذا كنت اعتقد انه ملتقى للخواجات الى أن دخلته مره مع أبي، مطعم عادي،عادي يا عبد الهادي كل اللي فيه البيانو.و جلست و عزفت على البيانو ولا شفت خواجات ولا عرب ولا حتى مصريين فقط انا و ابي.و بعدين كلت صوباعين كفته و معلقتين رز و دفعنا ميه جنيه .الأكل ما يسواش عشرة جنيه بس العزف على البيانو يسوى.
يوم حريق الحريه مول الشهير كان اخي هناك يشاهد كذاب كذاب بتاع جيم كاري و خرج بالسلامه و ذهبنا مع اصحابنا نتعشى في الشبراوي اللي في الكربه و قعدنا ناكل فول و طعميه و نشرب مانجا على ريحه الشياط و سرينه المطافي.الشبراوي حاول يستغل الربكه و الدوشه و يغالطنا في الحساب بس على مين دا احنا نلس عقر.كان الحساب 22 جنيها وهو يقول 43 ، يا نصلب يا نوري بس يعني انت حتجيبوا من بره؟؟؟

زمان كان محطات المترو مكان تجمع ضاربي الكلة ، دلوقتي و بعد الملاحقة اتنقلوا لمكان بعيد بين منشية البكري و العباسية ، بس برضه على قضيب المترو ، بمكن فيه علاقة بين الكلة و المترو ، برج مشهور في ميدان المحكمة أحد اماكن تعاطي البانجو و الحشيش ، الريحة تصطلك و انت جوه نادي النصر الرياضي ، و كلهم ناس ولاد ذوات ، بيشربوا حاجات متكلفة ، بعيد شوية في كوبري القبة كانت باكتة البانجو بتتباع في كشك السجاير عادي جدا ، و الجرئ فيهم بيبقى لافف سجاير و مجهزهم لزوم السرعة في الأداء ، و الناس اللي مابتعرفش تلف أو مابتعرفش تعمل تبايه ، النضاف أوي كان ليهم مزاج تاني ،
"ال اس دي" ، بعد ما تسمع أغاني زي الأرنب الأبيض متوقع ايه من ناس مثقفين و ذوو خلفية أجنبية يسارية رافضه للمجتمع الاستهلاكي ، واحد افتى و قال فيه دوا بيتباع عادي في الاجزخانه له نفس تأثير المدعو ال اس دي ، حباية حمرا بتلمع – احنا اللي بدعنا الماتريكس - ، كان مزاج ناس كتير أوي ، و صيدلي رفيع بنضارة في مكان مجهول في مصر الجديدة كان بيبيعها للي عايز بدون أي مناقشات أو زيادة في السعر ، لغاية دلوقتي باسأل نفسي يا ترى الأفندي كان فاكرنا بنعمل تجارب على الأرانب البيضا؟
بعد فترة اكتشفت ان الحبوب تأثيرها كان لا شيئ ، و البركة في الايحاء ، يمكن عشان كده الصيدلي ابن الوسخه كان بيبيعها لأي حد عادي ، و يقعد يشخ على روحه من الضحك كل مايرجع للبيت ، ماهو انت لو اخرك تشرب بيبس و تاكل ايس كريم و جه حد قالك السوبيا ممكن تخليك تسكر هاتصدقه من غير تفكير ، الله يرحم الهبل

كنت لما أحب ا شتري جزمه نضيفه اروح توب اللي في شارع الأهرام كان توب و هو التوب، بيجيب الجزم من ايطاليا كانت اقل جزمه
عنده ب 180 جنيه شوف بأه من تمن سنين 180 جنيه كانوا ايه!! دلوقتي حقه يغيٌر اسمه من توب الى بوتوم الله يكسفه بطل يستورد و شغال في المحلي المضروب!! و كنت اما احب اشتري سابوه أروح على فورتين اللى في بطرس غالي كان لسه جديد و حاجته مختلفه و مش كل الناس عارفاه كان ستايلش جدا مش دلوقتى غالي و حاجته تقرف !! شارع بطرس غالي نفسه أصبح دمه تقيل بعد زحف تجار الإيشاربات و الباعه الجائلين. سينما هيليوبلس في بدايه التسعينات كانت مش بطاله .تقع السينما أول الشارع اللي فيه بتوع اكسسوارات السيارات اشتريت من عندهم بادج كليه الطب لكي أضعه على السيارة لزوم الواجهه و المنظره كتني وكسه فرحانه اوى ياختي انك دكتوره ؟؟ دخلت في سينما هيليوبلس فيلم ايس كريم في جليم و بعدها لم ادخلها بل اصبحت ادخل نورماندي الشتوي الي ان فتحت سينما وندر و جنينه و مؤخرا سيتي ستارز و اصبحت نورماندي الشتوي لو كلاس كما يقول البعض مع اعتذاري لروادها. لم اعد من رواد المنطقه الإ بعد بدايه الألفيه الثالثه بعدة سنوات عندما بدأت المنطقه عهدها الجديد المتمثل في سوبرماركت مترو و سيلانترو و لو شانتيه و بينو و كوك دور اللي عند نادي هيليوبلس و بصراحه اصبحت المنطقه دمها يلطش بزحف هؤلاء أصبحت أشعر أن المنطقه أصبحت سطحيه و تافهه و عندها فقط و لأول مره لاحظت وجود محل يبع المنكر بجانب المطعم اللي فيه البيانو مع انه اكيد موجود من زمان . و شاهدت السيارات الفارهه و هي تقف أمامه و يدخل شباب الى المحل و يخرجون منه و في ايديهم اكياس بلاستيك سوداء يا سلام خايفين أوى على منظركوا؟؟؟ أما الأن انا لا بروح ولا باجي لا هناك ولا في اي حته لألحظ التغيرات الجديده الطريق باه زحمه و مقرف و يحرق الدم اقعد في بتنا احسن بكرامتي.

ماهو أكيد انت هاتتسطل لوحدك و انت بتتفرج على
اوديسا الفضاء اوديسا الفضاء ، بعد دبح هال على مدبح الرقي الانساني المغرور ، كمان لما تعرف ان بينك فلويد كتبوا ايكوز و في دماغهم الجزء المذكور من الفيلم ، و اكتشافات تانية كتير ، الأغاني المرتبطة بروايات أو افلام ، الأغاني المروجة للمخدرات بس بعيد عن ودان الرقابه ، كنت زمان فاكر ان اغنية "انت يا عم" موجهة لربنا و ان سماعها حرام ، بعد كده اكتشفنا ان الموضوع مختلف تماما ، كل ده عرفناه من المصدر الأوحد : انترنت