Friday, November 19, 2010

منمنمات سينمائيه 1 إبراهيم الأبيض

نظل لا نستطيع ان نتعامل مع الفن على أنه رؤيه و وجهه نظر, قد نختلف معها وقد نتفق. نحن نريد فنا مبررا, مفسرا, يتماشى مع أفكارنا و رغباتنا وإن لم يكن كذلك فمصيره الهجوم والتشويه والتهميش والتسفيه أيضا. و هكذا تعامل الجمهور والنقاد مع فيلم ابراهيم الأبيض.هل من المفترض أن عالم إبراهيم الأبيض عالم إفتراضي مستوحى من لعية فيديو جيم على غرار لعبة تومب ريدر و إبراهيم الذي جسده أحمد السقا هو
المرادف للارا كروفت التي قامت بأدائها انجلينا جولي؟ أم أنه عالم حقيقي مرير ملىء بالعنف حتى النخاع نرفض أن نراه على الشاشة لأننا بذلك نقوم بنشر غسيلنا القذر والإضرار بسمعه مصر كما يقول البعض؟ نقرأ يوميا عن عاطل ذبح صديقه من أجل حفنة جنيهات في إحدى الصحف القوميه بصورة شبه يومية أو نرى برامج مثل العاشرة مساءا تتحدث يوميا عن الفساد و العشوائيات و جرائم البلطجة المتنوعة و المختلفه وغياب سيادة القانون ألا يكون ذلك هو الأخر تشويه لسمعه مصر؟ من حق صناع الفيلم أن يجسٍدوا ذلك العالم على الشاشه كما يريدون وإن كان ما جسدوه يظل أقل قسوة بكثير من عالم البلطجه والعشوائيات الحقيقي و من حق المشاهد ألا يذهب ليشاهد الفيلم و يدفع ثمن تذكرة السينما و يذهب إلى فيلم كوميدي يصور في فيلا على حمام سباحة, ترتدي فيه البطلة أفخر الثياب و يركب فيه البطل سيارة فارهه. و لكن أن يقوم المشاهد بدفع ثمن تذكرة السينما بيديه و من ثم يريد أن يرى إبراهيم على مزاجه بجرعة عنف أقل و إلا يقوم بإتهام الفيلم أن كمية العنف زائدة وغير مبررة أو أن قصة القتاة الذي يقع في حبها العجوز و الشاب الذي يعمل عند العجوز قصه مكررة على أساس أننا جميعا لا نعرف تمام المعرفة أن صناع السينما قد لخصوا كل الأفكار السينمائيه إلى 35 فكرة و أن كل الأفلام السينمائيه التي صنعت و ستصنع لن تخرج عن تلك ال 35 قكرة, والذي سيختلف هو فقط طريقة التناول و الطرح.
إستطاع مروان حامد في ثاني تجاربه الإخراجيه مع الأفلام الروائيه الطويلة أن يثبت أنه مخرج متمكن من أدواته. كل العناصرإستطاع أن يوظفها و يديرها جيدا لخدمة الدراما. من أداء ممثلين و المجاميع و حركة الكاميرا و كادرات التصوير و إضاءة وموسيقى و إيقاع الفيلم, حتى ال كوريوجرافر الفرنسي الذي قام بتصميم معارك الفيلم إستطاع مروان أن يوظفه جيدا فجاءت الخناقات و المعارك التى بالفيلم من أصدق ما يكون. ولعل أروعها على الإطلاق ذلك المشهد الذي ذهب ابراهيم بمفرده و معه السيف إلى الحي الذي يسكن فيه إحدى البلطجيه لتأديبه وكل بلطجية الحي يتجمعون حوله بالسنج و الجنازير و السيوف في محاولة لتخليص جارهم و حركة الكاميرا من فوق إحدى الأسطح و هي تصور حالة الهرج و المرج كأنها خناقه حقيقيه قد تصادف وأن تشاهدها في شوارع القاهرة و حواريها.مروان مخرج واعد لا نستطيع بعد أن نعرف حدود قدراته أو أن نحدد خطه السينمائي و أعتقد ان فيلمه القادم سيكون مختلف بجميع المقايس.
أحمد السقا إستطاع أن ينسيني أنه أحمد السقا. في كل أفلامه السابقه أراه أحمد السقا وإن إختلفت أسماء البطل و لكني هنا أراه إبراهيم البلطجي بتلك المشيه التي يعرج فيها و نظرة اللامبالاة وقلبه الميت.
محمود عبدالعزيز هو فاكهة الفيلم بحق, قوة أدائه لشخصية زرزور تذكرني كثيرا بالشيخ حسني في الكيت كات.حضور طاغي سارق للكاميرا. إنها حرفية الخبرة التي جعلت من محمود عبدالعزيز في مشاهد قليلة يستحوذ على الكاميرا.
عمرو واكد في شخصية عشري البلطجي المدمن الذي يعيش بلا عقل ويوجهه الأخرين حسب ما يريدون وفقا لمصالحهم, يعيش اليوم بيومه بلا هدف سوى توافر الكيف والنساء كان أداء حي و حقيقي بكل تفاصيله الدقيقه.
هند صبري ممثلة بلا سقف تستطيع أن تجعلك تقتنع أنها تأتي من قلب العشوائيات في وقت لا تستطيع فيه كثير من الممثلات المصريات أن يجسدوا هذة النوعيه من الأدوار دون أن تشعر بالتصنع في الأداء أنهم يحاولون جاهدين إقناعك أنهم يجيدون أداء بنت الحارة الغجريه و لكن دون جدوى.
حنان ترك مشاهد قليلة حوار أقل و لكن ترى و تشعر المعنى المطلوب.
من نقاط القوة في الفيلم موسيقى هشام نزيه و إن كانت موسيقى تزيد من سوداوية الفيلم , أعجبني كثيرا الكريشندو المصاحب لردود أفعال الأبطال و الأحداث. الإضاءة كما الموسيقى زادت من كأبة الفيلم جعلت عالم العشوائيات يبدو كأنه ليل طويل بلا نهايه. الإضاءة و إن كانت تبدو أنها خدمت الفيلم فهي في الحقيقه أضرته وعمقت إحساس القرف و الإشمئزاز عند المشاهد خاصة في نهاية الفيلم عندما تجمع البلطجيه لقتل إبراهيم كذلك في المشهد الغرامي داخل عربة القطار.
لا أحد ينكر أنه فيلم به الكثير من العنف و الكأبه و أنه فيلم سودوي وأن إبراهيم الأسود و الأحمر يبدو عنوانا أكثر مصداقيه و لكن مهما كنا نختلف مع مبرر صنع فيلم كهذا ووجود تلك الجرعة من العنف به لا نستطيع أن ننكر انه فيلم جيد الصنع شديد النضوج متكامل العناصر متناغم المفردات.

3 comments:

adel said...

1-انا مع فكرة انا كل شخص من حقه يقتنع باي فيلم ويشوف فيلم حلو بالنسبة ليه
يعني مثلا انا بحب فيلم معلش احنا بنتبهدل حتي لو هو مجرد ايفيهات والسلام

2-مشكلتي مع الفيلم واللي عاني منها ابطال الفيلم وبعضهم تبري من العمل بسببها
هي الاسطورية علي عمل لايحتمل كل البروبجاندا دي وسيناريو اقل ما يوصف بالضعيف وبناء شخصيات اغرب
مستحيل اقتنع بمعلم عشوائي مجرم يقول ايات باللغة العربية الفصحي ويحسن مزجها مع مواقفه
حسيت ااقرب لصامويل جاكسون في فيلم
pulp fiction
لما كان بيقول اية من الانحيل مش حافظ غيرها بس هو عنده خلفية عنها هي و بس بس مكنش فاهمها

اداء السقا باهت ودي للاسف مشكلة السقا في كل افلامه ... السقا من اكتر الفنانين اجتهادا بس مشكلته في كل افلامه البطل التاني او التالت بيتغطي عليه
وده راجعين لسببين
ضعف في كتابة الشخصية الرئيسية وتمكن من الممثل المساعد
وهنا عمرو واكد قفل عليه اي سكة وجه بعديها محمود عبدالعزيز
وجه السقا في استعراض العضلات والنط والتنطيط

مشكلتي مش انه فيلم بيعري مصر
مصر اكتر من كده وانا مع اننا نعرض مشكلنا

اعتقد مش هنبقي مفضوجين اكتر من ان بينك فلويد يحطوا صورة خالد سعيد عندهم كضحية تعذيب
احنا مش محتاجين افلام عشان تفضح افعالنا
بالعكس ده ممكن يكون علاج
بس هي اتقدمت كعنف للعنف لا اكثر ولا اقل

اخراجيا الفيلم اتكلف ولازم يطلع بالشكل المحترم ده
اعيب علي مروان كام كادر منقول من افلام
منهم مشهد محمود عبد العزيز وهو سايق العربية الكارو في اخر الفيلم وهي محملة قزاز ولابس علي دماغه حلابية بكاب
نفس المشهد في الجزء التالت من مملكة الخواتم
قائد النازجوال ..الطاشر العملاق بنفس اسلوب اللبس بالحركة
!!!
اسطورية لا تصلح لهذا العمل وسيناريو اتكتب 14 مرة في 8 سنين
كتير قوي عليه

معلش علي التطويل

Anonymous said...

ازيك يا ميريهام انتى فينك دلوقت وحشتينا جدا د محمد ابوزيد
doc_mohamed75@yahoo.com

تاج للخدمات المنزلية said...


شركة تاج لكشف تسربات المياه بالدمام والخبر 0551844053والقطيف
شركة كشف تسربات المياه بالقطيف
شركة عزل اسطح بالخبر
شركة كشف تسربات المياه بالخبر
شركة كشف تسربات المياه ببقيق
شركة كشف تسربات المياه بالدمام
شركة مكافحة حشرات بسيهات
شركة تنظيف مساجد بالدمام والخبر
شركة كشف تسربات المياه براس تنورة
شركة مكافحة حشرات بتبوك